تقديم
تقديم
لقد مكن ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ اعطاء انطلاقته سنة 2005، من تحقيق العديد من الإنجازات التي كان لها وقع إيجابي على ظروف عيش الساكنة المستهدفة، ويتجلى ذلك في العدد الهام للمشاريع والأنشطة المنجزة، وكذا الإشادة التي تحظى به المبادرة على الصعيد الوطني والدولي، باعتبارها حصيلة ابداع مغربي لأجل المغاربة، هدفها الأسمى خدمة التنمية البشرية.
إن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن صاحب الجلا لة الملك محمد السادس نصره الله عن انطلاقتها يوم 19 شتنبر 2018، تستند للتوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش يوم 29 يوليو 2018 وعلى نتائج وخلاصات تقييم وتوصيات مختلف الشركاء.
وترتكز هذه المرحلة على مقاربة ارادية ومتجددة تهدف إلى تحصين وتعزيز المكتسبات مع إعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة ودعم الفئات الهشة بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل.
ولتفعيل هذه المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية يرتكز على أربعة برامج، ويتعلق الأمرب:

البرنامج الأول: برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية، والخدمات الأساسية، بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا:
يهدف هذا البرنامج الى مواصلة تنفيذ الشق التعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بالعالم القروي، مع العمل على دعم الولوج للبنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمراكز القروية الأقل تجهيزا.
البرنامج الثالث: تحسين الدخل، والإدماج الاقتصادي للشباب:
يهدف بالأساس إلى تعزيز فرص الشغل لفائدة الشباب وإنعاش الحس المقاولاتي إضافة إلى اعتماد جيل جديد من المشاريع التي تساهم في تثمين الإمكانات والمؤهلات المحلية وذلك عبر تبني مقاربةسلاسل الانتاج.
البرنامج الثاني: مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة:
البرنامج الثالث تحسين الدخل، والإدماج الاقتصادي للشباب:
- مساعدة خمس فئات ذات أولوية، من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والمسنين بدون موارد؛
- دعم إعادة الإدماج السوسيو-اقتصادي لأربع فئات تضم النساء في وضعية هشة، السجناء السابقين بدون موارد، والمتسولين والمتشردين، والمدمنين المعوزين؛
- حماية الطفولة والشباب، ويتعلق الامر بفئتين تهم كل من الأطفال المتخلي عنهم وأطفال الشوارع، والشباب بدون مأوى.
البرنامج الرابع: الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة:
وذلك عبر الاستثمار في الرأسمال البشري للفرد طيلة مراحل نموه، باعتماد مقاربة استباقية من أجل التصدي للمعيقات الرئيسية للتنمية البشرية، وذلك بتركيز تدخلات المبادرة على محورين جوهريين:
محور تنمية الطفولة المبكرة، بالمساهمة في:
- تقوية نظام صحة الأم والطفل؛
- المساهمة في محاربة سوء التغذية لدى الأطفال؛
- دعم تعميم التعليم الاولي
محور مواكبة الطفولة والشباب، يهدف الى محاربة الهدر والإخفاق المدرسي لهذه الفئة مع تعزیز انفتاحهم، وذلك من خلال:
- تقوية الدعم المدرسي؛
- تحسين المحيط المدرسي وظروف التمدرس (فضاءات الإيواء، المطاعم المدرسية والنقل المدرسي)؛
- النهوض بالصحة المدرسية؛
- المواكبة والتوجيه؛
- دعم الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية الموازية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى ان نجاح تفعيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رهين بمدى فعالية الشركاء، وفي هذا الصدد فإن تنزيل مختلف برامج المبادرة سيتم في إطار شراكة مع الجمعيات، قصد المساهمة في الرفع من مستوى الاحترافية والفعالية في الأداء.
ويجب ان تتوفر لدى هؤلاء الفاعلين الجمعويين، شروط الخبرة والكفاءة في التسيير، من أجل مواكبة وتأطير الجمعيات المحلية ودعمها وكذا نشر قواعد الممارسات الجيدة وتوحيد معايير العمل.
وللاستجابة لمتطلبات ورش الجهوية الموسعة، فإن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستعتمد على آليات حكامة مبتكرة وخلاقة تكرس مبادئ المشاركة والتعاقد والشراكة.
كما ان نظام الحكامة هذا، يعزز المقاربة التشاركية التصاعدية، ويمكن من تعبئة جميع منتخبين ونسيج جمعوي ومصالح لامركزية للدولة، وذلك من خلال ضمان مشاركة النساء والشباب.
ويتجسد هذا النموذج التنظيمي كما يلي:
– اللجنة المحلية للتنمية البشرية: وهي هيئة محلية لتحديد وتشخيص الحاجيات، وهي مدعوة
إلى إنجاز التشخيص التشاركي وضمان انخراط جميع الفاعلين المعنيين.
– اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية: وتشكل المستوى الامثل لضمان التقائية السياسات العمومية حول التنمية البشرية على مستوى العمالة / الإقليم من خلال إعداد برامج التنمية البشرية المتعددة السنوات (PPDH) وتنفيذها.
-اللجنة الجهوية للتنمية البشرية: وتمثل الإطار الأنسب لتجسيد الالتقائية ورصد الاعتمادات المالية الضرورية وتوزيعها بالإضافة إلى التعاقد بين مختلف الجهات الفاعلة في مجال التنمية.